مصاحبة القرآن في "شهر القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصاحبة القرآن في "شهر القرآن


    المجال الثالث لتدريب المسافر إلى الجنة: "مصاحبة القرآن في "شهر القرآن


    ثلاث آيات في ثلاث سور، تبين أن القرآن الكريم، نزل في ليلة واحدة من هذا الشهر الكريم "رمضان" وهي ليلة القدر:
    الآية الأولى:
    هي قوله تعالى في: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)) [البقرة (185)]
    فهي صريحة في أنه تعالى أنزله في شهر رمضان، وهو شامل لأيامه ولياليه من أوله إلى آخره.

    الآية الثانية:
    هي الآية الثالثة من سورة الدخان، في قوله تعالى: ((حم(1) والكتاب المبين (2) إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين(3) فيها يفرق كل أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين (5) رحمة من ربك إنه هو السميع العليم (6) [الدخان]
    وينبغي حمل هذه الليلة المباركة، على أنها إحدى ليالي شهر رمضان، الذي نصت آية البقرة على أن القرآن نزل فيه، ولكنها تبقى مبهمة يجوز أن تكون أي ليلة من لياليه، بدون تحديد.


    الآية الثالثة:
    هي الآية الأولى في سورة القدر في قوله تعالى: ((إنا أنزلناه في ليلة القدر(1)وما أدراك ما ليلة القدر(2) ليلة القدر خير من ألف شهر(3) تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر(4) سلام هي حتى مطلع الفجر)) (5) [القدر]

    ولكن هذه الليلة – مع تحديدها بالوصف – لم يعينها القرآن الكريم،،،، ولهذا وجب الرجوع فيها إلى السنة التي رجحت وجودها في العشر الأخيرة من هذا الشهر، ووردت أحاديث أكثر تحديدا لها بليالي الوتر من العشر الأخيرة، ثم وردت أحاديث أخرى تظهر رجحان أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، وسيأتي الكلام على الحكمة في إبهام هذه الليلة المباركة، وعدم القطع بتعيينها.

    والذي يعنينا هنا:
    هو مجال القرآن الكريم في تدريب المسافر إلى الجنة.
    فتدريب المسلم نفسه للسفر إلى الجنة، في مجال القرآن الكريم، شامل لكل وقت من أوقات عمره، ولكن شهر رمضان له مزية على سائر الشهور، وكذلك كل يوم من أيامه، وكل ليلة من لياليه، لكون شهر رمضان ظرفا لبدء نزول هذا القرآن.

    وهذا ما جرى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان يتلو كتاب الله في كل الأوقات، ولكنه كان أكثر تلاوة له في شهر رمضان، بل إن الله تعالى خص شهر رمضان بما لم يخص به غيره من تلاوته، حيث كان يرسل جبريل عليه السلام، ليدارس الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن، كل ليلة من ليالي شهر رمضان، وكان يدارسه مرة كل عام، فلما كانت السنة التي توفي فيها، دارسه القرآن مرتين.

    فعن بن عباس رضي الله عنهما، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم، أجودُ بالخير من الريح المرسلة" [البخاري (1/6) وغيره]

    عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "كان يُعرضُ على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، كل عام مرة، فَعُرِض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه" [البخاري: (4/1911) وابن ماجه (1/562) وغيره]

    إن نزول القرآن في شهر رمضان، ونزول جبريل من السماء، ليدارس الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن، كل ليلة من ليالي رمضان، في كل عام من أعوامه، ثم مدارسته له في آخر عام من حياته مرتين، ليدل دِلالة واضحة، على شدة حب الله تعالى منزلِ القرآن في شهر رمضان، لاهتمام المسلم بكثرة تلاوته في هذا الشهر، اقتداء برسوله الكريم صلى الله عليه وسيلم.

    ويؤخذ من مدارسة جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم القرآن، مشروعية مدارسة المسلمين القرآن فيما بينهم، وبخاصة، مدارسة العلماءِ طلابَ العلم، لتصحيح التلاوة، وللتفقه في معاني كتاب الله.
    ومما يؤكد ذلك ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) [صحيح مسلم (4/2074)]

    تأهيل القرآن المسافر إلى الجنة.
    إن تلاوة القرآن الكريم، على ما فيها من الأجر العظيم، بحيث يكون لتاليه بكل حرف عشر حسنات، كما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إن تلاوته ليست كافية وحدها لتأهيل المسافر إلى الجنة، بل لا بد مع تلاوته من الاهتداء بِهداه.

    وإذا عدنا إلى آية سورة البقرة التي ذكر فيها نزول القرآن في شهر رمضان، فسنعرف منها، أن القرآن يؤهل المسافر إلى الجنة، باهتدائه بهذا القرآن، كما قال تعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان...))

    فالمسلم الذي يهتدي بكتاب الله، هو الذي يكون مؤهلا للسفر إلى الجنة.
    وينبغي أن يعلم أن القرآن جاء بالهدى للجن والإنس جميعا، ولكنه يخص بالهداية المؤمنين به، بسبب أنهم هم الذين يهتدون به وينتفعون بنوره فعلا.
    والآيات الدالة على هذا المعنى كثيرة في كتاب الله، نذكر طرفا منها:
    منها قوله تعالى: ((ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)) [البقرة(2)]
    ((هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين)) [آل عمران (138)]
    وقوله: ((ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين)) [يونس (57)]
    وقوله: ((ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)) [النحل (89)]
    وقوله: ((الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد)) [الزمر (23)]
    وقوله: ((ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد)) [فصلت (44)]
    وقال تعالى عن الجن: ((وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا)) [الجن (13)]
    ولما كان الله تعالى يحب أن يهتدي عبده المؤمن بكتابه، ويتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو به رءوف رحيم، فقد شرع له قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من ركعات صلاته، فرضا كانت أو نفلا، وفي هذه السورة دعاء المصلي ربَّه تعالى أن يهديه صراطه المستقيم، وهو دينه الحنيف الحق، الذي لم يعد في الأرض دينُ حقٍّ سواه.
    ولهذا اقترن دعاء المؤمن ربه أن يهديه الصراط المستقيم، بدعائه أن ينجيه من غيره من سبل من استحقوا غضب الله، من اليهود ومن شابههم، ممن كفروا بالله على علم، والنصارى ومن شابههم، ممن كفروا به على جهل وتكبر عن طلب العلم والهدى.
    قال تعالى: ((الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) [الفاتحة]

    وبين سبحانه وتعالى، أن من اهتدى بهدى الله، أمن من الخوف والحزن ومن الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة، ومن أعرض عن هداه وكذب به، استحق الخلود في جهنم، والضلال والشقاء في الدنيا والآخرة.
    قال تعالى: ((قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون(38) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (39) [البقرة]
    وقال تعالى: ((قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى (123) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(126) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى)) [طه (127)]

    وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم، مثلا لمن طلب هدى الله فيما بعث به رسوله، من هذا القرآن – ومثله سنة الرسول صلى الله عليه وسلم – وعمل به وعلمه، فشبهه بالأرض الطيبة التي تمسك الماء، وترتوي به، وتنبت الكلأ والعشب، فيستقي من مائها الناس والدواب والطيور،،، وتتغذى من زرعها وعشبها الناس والدواب، وضرب مثلا آخر لمن طلب هذا الهدى، ولكنه أقل عملا به من الصنف الأول، بأجادب من الأرض، أمسكت الماء، فشرب الناس منها وسقوا وزرعوا، وضرب مثلا ثالثا لمن لم ينل من هدى الله شيئا، بالقيعان من الأرض التي لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ، فلا يستفيد الناس ولا الدواب منها شيئا.

    يبين ذلك حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن مثل ما بعثني الله عز وجل من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به). [البخاري (1/42) ومسلم (4/1787)]
    فهنيئا للمسلم مصاحبة القرآن في شهر القرآن، وفوزه بالفقه فيه والعمل بما تضمنه من إسلام وإيمان وإحسان.

    وسائل الاهتداء بالقرآن
    وللاهتداء بكتاب الله وسائل، لا بد أن يتخذها المؤمن عند تلاوته:
    الوسيلة الأولى:
    تلاوته بتدبر لفهم معانيه
    هذه الوسيلة هي مفتاح تزكية المسلم نفسه، بطاعة الله وترك معاصيه، على أساس تلاوة القرآن الكريم، لأن فهم مراد الله تعالى من عبده المؤمن يعين القارئ على تطبيق ما فهمه.

    فقد بين سبحانه أنه أنزل هذا القرآن، ليتدبره العقلاء، ويتذكروا ما فيه من الحق الذي يبينه لهم، ويدعوهم إلى العمل به، والباطل الذي يكشفه لهم ويحذرهم منه، وما يجب عليهم من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)) [ص (29)]
    وأنكر سبحانه على من عصاه، وأهمل تدبر كتابه، كما قال تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا))[النساء (82)]
    وقال: ((أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين)) [المؤمنون(68)]
    وقال تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)) [محمد (24)]
    فينبغي للمؤمن، وهو يتلو كتاب الله، أن يحقق ما أراده الله من إنزال القرآن من التدبر والتذكر، وألا يكون كأهل الكفر والنفاق الذين لا يعيرون كتاب الله اهتماما، ولا يلقون له بالا.

    الوسيلة الثانية: أن يبحث القارئ لكتاب الله عما يحبه الله تعالى
    ، من القول والعمل و لاعتقاد، ومن الأخلاق والصفات، وما يكرهه الله من ذلك، ويبحث كذلك عمن يحبهم الله ومن يبغضهم.

    فسيجد في كتاب الله ذكر المؤمنين والمؤمنات والثناء عليهم وصفاتهم وثوابهم، وما تفرع عن أهل الإيمان، كالصالحين، والشهداء، والمتقين، والصديقين...
    ويجد ذكر الكفار وذمهم وصفاتهم وعقابهم، ويجد ذكر المنافقين وتقبيحهم وصفاتهم وجزائهم، ومثل ذلك الظالمون، والفاسقون، والمجرمون....
    وسيجد تالي القرآن أقوالا وأعمالا أمر الله بإتيانها، وأخرى نهى الله عنها، وسيجد ما يهيئ للمسافر إلى الجنة ما يؤهله للسفر إلى لجنة، وللمسافر إلى النار ما يهيئه للسفر إلى النار.... وهكذا
    إن معرفة تالي القرآن لذلك كله، يعينه على طاعة ربه وترك معصيته.

    ولنضرب لذلك بعض الأمثلة:
    فالله تعالى يحب الإحسان والمحسنين: ((وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)) [البقرة (195)]
    وهو يحب التقوى والمتقين: ((بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين)) [آل عمران (76)]
    ويحب الصبر والصابرين: ((وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)) [آل عمران (146)]
    ويحب التوكل والمتوكلين: ((فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)) [آل عمران (159)]
    ويحب الطهر والمتطهرين: ((فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين)) [التوبة (108)]

    ويحب العدل وأهله: ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين)) [الحجرات (9)]

    ويحب الجهاد والمجاهدين: ((إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)) [الصف (4)]

    ولا يحب العدوان والمعتدين: ((ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)) البقرة (190)
    ولا يحب الفساد والمفسدين: ((وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)) [البقرة (205)]
    ولا يحب الكفر والكافرين: ((قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين)) [آل عمران (32)]
    ولا يحب الظلم والظالمين: ((والله لا يحب الظالمين)) [آل عمران (57)]
    ولا يحب الخيانة والخائنين: ((ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما)) [النساء (107)]
    ولا يحب الإسراف والمسرفين: ((وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)) [الأنعام (141)]

    الوسيلة الثالثة : عرض القارئ نفسه على ما يحبه الله وما يكرهه وما يأمر به
    ، وما ينهى عنه، ويعرض صفاته على صفات المؤمنين، وصفات الكافرين وصفات المنافقين، ليعرف موضعه الذي وضع نفسه فيه، و من هم قرناؤه، فإن وجد خيرا فليحرص عليه، وإن وجد غير ذلك فليعلم أن المرء مع من أحب، وليداو نفسه بالقرآن الكريم ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أحسن))
    وسيجد قارئ القرآن كثيرا من علاقات أصناف البشر بعضهم ببعض، كالأسرة من أب وأم وابن وبنت، وزوج وزوجة، وأخ وأخت، وكل ذي رحم مع رحمه، وجار مع جاره، ودائن ومدين، وولي أمر ورعية، ولكل من تلك الأصناف حقوق، وعليه واجبات، لصاحب الحق أن ينال حقه بدون زيادة، وعلى من عليه واجب أن يؤدي واجبه بدون نقص، والقارئ لا بد أن يكون واحدا من هؤلاء، له حقوق وعليه واجبات، وهو في حاجة إلى معرفة حقوقه، حتى لا يأخذ ما ليس فيه حق، ومعرفة واجباته، حتى يؤديها إلى أهلها.
    إن القرآن مرآة المؤمن يرى فيه محاسن نفسه، فيحرص على بقائها و الازدياد منها، ويرى مساويها فيحرص على التخلص منها والبعد عن مثيلاتها، وهذه المرآة تظهر للإنسان طهارة قلبه أو قذارته، ولا توجد مرآة تحقق هذا الغرض غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم... ولهذا يحرص عباد الله الصالحون على المداومة على النظر فيهما، رغبة في تعاهد قلوبهم وطهارتها.
    ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا)) ل[الإسراء (9)]

    ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من السلف: "إذا سمعت الله تعالى يقول في القرآن ((يا أيها الذين آمنوا)) فارعها سمعك فإنها خير يأمر به أو شر ينهى عنه" [تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (1/61)]
    ومعنى قوله: "فارعها سمعك" يعني أصغ لما بعد نداء الله بـ((يا أيها الذين آمنوا)) واهتم به، لأن ما يتلو ذلك النداء، لا يخلو من أمر بخير، لا يليق بالمؤمن تفويته، أو نهي عن شر، لا يليق بالمؤمن ارتكابه.




  • #2
    مشكور على الموضوع
    تقبل مروري

    تعليق


    • #3
      يسلموو على المرور سوسو
      منورة الموضوع

      تعليق


      • #4
        مشكووور لمواضيعك الرائعة
        تقبل مروري

        تعليق


        • #5
          يسلموو على مرورك الرائع

          منورة الموضوع

          تعليق

          المواضيع ذات الصلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-18-2024, 06:50 PM
          ردود 0
          8 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة HaMooooDi
          بواسطة HaMooooDi
           
          أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-13-2024, 11:08 AM
          ردود 0
          7 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة HaMooooDi
          بواسطة HaMooooDi
           
          أنشئ بواسطة HaMooooDi, 03-09-2024, 03:36 PM
          ردود 0
          19 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة HaMooooDi
          بواسطة HaMooooDi
           
          أنشئ بواسطة HaMooooDi, 04-07-2023, 05:30 PM
          ردود 0
          56 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة HaMooooDi
          بواسطة HaMooooDi
           
          يعمل...
          X