الجودة

الجودة الشاملة في التعليم

أن مفهوم الجودة في التعليم في الإسلام مبني على الإحسان وإتقان العمل والدقة فيه بدلالة الآيات الواردة في المتن ،وذلك من منطلق أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ،لذلك هو مطالب بالاستزادة منه والتعلم مدى الحياة ، والعلماء ورثة الانبياء لذا فإن المعلم وريث للعلم مكلف بتبليغه والاستزادة منه، والمناهج الإسلامية تبنى وفقاً للمقاصد الإسلامية والأولويات المجتمعية . وأهداف المدرسة منطلقة من الغاية السامية التي خلق لأجلها الخلق وهي العبادة والخلافة مما يستوجب وضوح الأهداف لتعكس هذه الغايات ، وتترجمها لسلوك يتخلق به طالب العلم المسلم ، والمناهج التربوية والتعليمية .
إن مبادئ الجودة التي اتفق عليها المهتمين بالجودة الشاملة في الإدارة هي مبادئ أساسية في العمل عامة في الإسلام وفي العمل التعليمي خاصة . على أن تربط في جميع أبعادها بالمفهوم الإسلامي للجودة والذي وضع رضا رب العالمين في المرتبة الأولى ثم رضا المستفيدين في المرتبة الثانية .
ومفهوم الجودة يعد أحد السمات الأساسية للعصر الحاضر ، وذلك لاتساع استخدامه ، وازدياد الطلب عليه في كثير من جوانب الحياة المعاصرة . فالعالم اليوم يسعى بجدية لتحقيق مبدأ الجودة الشاملة ؛ والعالم كله مشترك في سوق عالمية واحدة تتنافس فيها كل الدول ، وليس أمامها لتحقيق المنافسة الا من خلال تطبيق الجودة الشاملة الذي يتطلب أن ينجح.

ويعد التعليم أحد الاحتياجات الرئيسية لكافة المجتمعات الإنسانية ، والجودة في التعليم هي الانتقال من ثقافة الحد الأدنى إلى ثقافة الإتقان والتميز ،لذا دأبت هذه المجتمعات وبشكل مستمر على العمل نحو تطوير المؤسسات التعليمية بما يفي باحتياجات الحاضر ويتلاءم مع معطيات المستقبل .ودعى اتساع وانتشار الحاجة إلى الخدمات التعليمية في الوقت الحاضر إلى إضفاء أعباء كبيرة على القطاع العام كمصدر وحيد للخدمة التعليمية ،الأمر الذي تطلب قيام القطاع الخاص بالمشاركة في تقديم هذه الخدمات التعليمية إلى المستفيدين ونتج عن هذا تبلور مفهوم “صناعة التعليم”في السوق “المجتمع” إضافة إلى أن التغير السريع في البنى الثقافية والمعرفية والتكنولوجية على مستوى العالم أدى إلى الحاجة الملحه للتقويم المستمر لرسالة ونشاطات المؤسسات التعليمية سواء في القطاع العام أو الخاص لتخدم مخرجات التعليم والاقتصاد الوطنى وتوطين فرص العمل .

إننا نعيش العصر بكل خصائصه ومتغيراته ؛من تطور تكنولوجي ، ومعلوماتي ، وسرعة الاتصال التي تعمل في ظلها المؤسسات الإنتاجية ، والتي تتميز بالتغيرات السريعة والمتلاحقة التي تفرض استخدام إستراتيجية فعالة تجاه جودة الخدمات والمنتجات التي تقدمها المؤسسات لأن الجودة أصبحت من الأمور التي تؤثر في حاضر ومستقبل المؤسسات.

إن هذه المتغيرات فرضت أنماطاً جديدة على العملية التعليمية ولابد من التعامل معها ومواجهتها ،أنه فكر عصر المعلومات ،فكر غير نمطي ،يتسق مع ظواهر الواقع ، حيث النقلات الفجائية والتغيرات العشوائية ، ومسارات التفكير المتوازية والمتداخلة إنه فكر غير تخصصي قادر على عبور الحواجز بين نوعيات المعرفة المختلفة ، التي باتت تفرض نوعية جديدة من الذهنية القادرة على التعامل معها ومواجهتها ، فهل مدارسنا قادرة على تكوين هذه الذهنية لدى الطلاب ، وإكساب المتعلمين المهارات وأنماط التفكير القادرة على التعامل مع عصر المعلومات ؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى