المباريات التي غيرت التاريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المباريات التي غيرت التاريخ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كثيرة هي المفاجآت التي شهدتها مختلف دوريات كأس العالم FIFA. إذ مازالت بعض المنتديات والمنابر الإعلامية تذكرنا بفوز الولايات المتحدة على إنجلترا في نهائيات 1950، بينما يصعب نسيان الانتصار الذي حققه منتخب كوريا الجنوبية على إيطاليا في دورة 1966. ومن منا لا يتذكر الملحمة الجزائرية أمام العملاق الألماني في مونديال أسبانيا 1982.

    صحيح أن الحديث عن تاريخ كأس العالم FIFA يجرنا دائماً للخوض في تفاصيل تلك المباريات التي بقيت وستبقى منقوشة في ذاكرة أم البطولات، بيد أن العرس المونديالي شهد مفاجآت مدوية أخرى، ربما تكون أقل شهرة من تلك المباريات الثلاث، لكنها لا تقل عنها أهمية وإثارة وتشويقاً. وفيما يلي يستحضر موقع FIFA.com ذكريات بعض المباريات الملحمية التي غيرت مجرى التاريخ.

    # الانتفاضة الأفريقية الأولى #

    تونس 3 - 1 المكسيك --- الأرجنتين 1978

    على بعد أيام معدودة من انطلاق أول كأس عالمية في القارة السمراء، وبحضور ستة منتخبات أفريقية لأول مرة في تاريخ أم البطولات، يبدو من الصعب أن نتذكر أن القارة انتظرت إلى حين موعد مونديال 1978 بالأرجنتين لتقف شاهدة على تحقيق أول فوز لأبنائها في النهائيات. وقد جاء ذلك على يد نسور قرطاج الذين سحقوا المكسيك 3-1 بعدما كانوا متراجعين في النتيجة من ضربة جزاء في آخر أنفاس الشوط الأول. لكن أبناء تونس حافظوا على رباطة جأشهم وعرفوا كيف يديرون مجريات المباراة إلى أن أمطروا شباك التريكولور بثلاثية من توقيع علي كعبي ونجيب غميض، الذي عاد ليمرر كرة حاسمة لمختار ضويب ليسجل الأخير الهدف الثالث. وقد جاء الفوز التونسي عن جدارة واستحقاق وبعد عمل جماعي رائع، حيث علق المدرب عبد المجيد شتالي عن انتصار فريقه بالقول: " إذا كانت فرنسا تفخر بجيل 1968 الذي كان يضم طلبة ثوريين تركوا بصمتهم على الساحة الاجتماعية والثقافية، فإننا نفخر بجيل 1978 الذي يتشكل من لاعبي كرة القدم الذين كانوا أكثر من رائعين "

    # الثورة الدنماركية #

    الدانمراك 6 - 1 أوروغواي --- المكسيك 1986

    ربما تشكل تلك المباراة أبرز وأشهر بداية في تاريخ نهائيات كأس العالم FIFA، حيث شهدت نهائيات المكسيك 1986 أول ظهور دنماركي في العرس المونديالي. فبعد أن بلغت الكتيبة الاسكندنافية المربع الذهبي في بطولة أمم أوروبا عام 1984، كان أبطال الجيل الذهبي عازمون كل العزم على تفجير طاقاتهم وإظهار مهاراتهم للعالم في أبرز حدث كروي على الإطلاق. وبالفعل، تمكنت الدنمارك من الفوز على اسكتلندا بهدف دون رد في مباراتها الافتتاحية، قبل أن تجهز على كتيبة لاسيليستي بنجومها وأسمائها اللامعة، حيث قدم الفريق أداء ممتعاً بإيقاع سريع تحت قيادة المدرب الألماني المحنك، سيب بيونتيك، الذي حث لاعبيه على نهج أسلوب كرة القدم الشاملة. وقد أبلت الكتيبة الاسكندنافية البلاء الحسن بفضل نجوم بارزين مثل مايكل لاودروب وييسبر أولسن وبريبن إيلكيار وفرانك أرنيسن. ورغم أن أوروجواي اضطرت لخوض أغلب فترات اللقاء بعشرة لاعبين بعد إشهار الحكم لبطاقة حمراء، إلا أن ذلك لا ينقص من أحقية الدنمارك بالفوز في المباراة، حيث كان أبناء بيونتيك في أوج عطائهم وتألقهم. وقد افتتح إيلكيار مهرجان التهديف قبل أن ينضم إليه كل من أولسن وسورن ليربي، بينما اختتم لاودروب الحصيلة بهدف رائع، ثم تابع الدنماركيون مسيرتهم الباهرة بفوز مستحق على ألمانيا الغربية في آخر مباريات الدور الأول، قبل أن يسقطوا 1-5 على يد الأسبان في موقعة ثمن النهائي.

    # زئير الأسود غير المروضة #

    الأرجنتين 0 - 1 الكاميرون --- إيطاليا 1990

    في مبارة الافتتاح تقابل العملاق الأرجنتيني المتوج بلقب النسخة السابقة مع فريق كاميروني مغمور، إذ لم يكن أحد يشك في فوز زملاء النجم الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا. ورغم أن الأفارقة أبهروا جميع المتتبعين في نهائيات أسبانيا قبل ثماني سنوات، إلا أنهم ظلوا خارج حسابات معادلة مونديال إيطاليا. لكن كتيبة الأسود غير المروضة نجحت في تفجير مفاجأة من العيار الثقيل بفضل مزيجها المتجانس بين المهارات الفنية والقوة الجسمانية، حيث باغت المنتخب الكاميروني نجوم الأرجنتين بهدف في الدقيقة 67 رغم طرد أندري كانا بييك قبل ذلك بست دقائق. فقد كتب فرانسوا أومام-بييك اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كأس العالم بعدما قفز بقوة رهيبة وأودع الكرة في الشباك من رأسية مركزة، مسجلاً بذلك هدف المباراة الوحيد أمام استغراب مارادونا وباقي رفاقه. ورغم محاولات الأسطورة الحثيثة والمتكررة، فإن الأرجنتين ظلت غير قادرة على تعديل النتيجة، بينما دخلت الكاميرون تاريخ كرة القدم من أوسع أبوابه، حيث أصبح الفريق محط انتباه العديد من المتتبعين خلال رحلته الباهرة نحو ربع النهائي، علماً أنه كان حينها أول منتخب أفريقي يبلغ دور الثمانية في أم البطولات.

    # العويران، صانع المجد السعودي #

    السعودية 1 - 0 بلجيكا --- الولايات المتحدة الأمريكية 1994

    كانت السعودية أول فريق آسيوي يتأهل إلى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم FIFA، حيث تمكن نجوم الأخضر من الفوز على بلجيكا في آخر مباراة ضمن مرحلة المجموعات على أرضية ملعب آر أف كي بالعاصمة الأمريكية. وكان أبناء الخليج يحتاجون لتحقيق النقاط الثلاث في تلك الموقعة التاريخية لضمان مرورهم إلى ثمن النهائي، إذ لم تكن المهمة سهلة أمام فريق بلجيكي مازال ينتشي بفوزه على جاره الهولندي، لكن الحل أتى من قدم سعيد العويران الذي سجل هدفاً خالداً من أروع ما شهدته البطولة على مر دوراتها. فقد استلم النجم السعودي الكرة بمحاداة منطقة جزاء فريقه، لينطلق بها مسرعاً نحو معترك الخصم، متجاوزاً خمسة مدافعين قبل أن يسدد الكرة داخل مرمى ميشال برودوم، الذي كان من أبرز حراس نهائيات 1994. وبفضل ذلك الإنجاز غير المسبوق، فتحت السعودية الباب على مصراعيه لمشاركة القارة الآسيوية بأربعة منتخبات عوض اثنين في نهائيات فرنسا 1998.

    # محاربو تايجوك يصنعون التاريخ في عقر دارهم #

    كوريا الجنوبية 2 - 1 إيطاليا --- كوريا و اليابان 2002

    واصلت القارة الصفراء عزفها على إيقاع الإنجازات في نهائيات كوريا\اليابان 2002، حيث تأهلت اليابان لمرحلة خروج المغلوب لأول مرة في تاريخها، بينما أصبحت كوريا الجنوبية أول منتخب آسيوي يتجاوز عتبة ثمن النهائي. ورغم أن مسيرة محاربي تايجوك لم تتوقف عند هذا الحد، حيث واصلوا مشوارهم إلى المربع الذهبي، إلا أن مباراتهم أمام إيطاليا في دور الـ16 بقيت عالقة في الأذهان أكثر من أي موقعة أخرى. فبعد أن وضع كريستيان فييري كتيبة الأزوري في المقدمة خلال الشوط الأول، اعتقد أغلب المراقبين أن إيطاليا كانت في طريقها لتحقيق فوز مريح، لكن سيول كي هيون تمكن من تعديل النتيجة لصالح أصحاب الأرض على بعد دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي. كما تواصل الحماس والتشويق إلى غاية الأنفاس الأخيرة من عمر الوقت الإضافي، حيث سجل آهن جونج هوان هدفاً ذهبياً برأسية متقنة على بعد ثلاث دقائق من صافرة النهاية، ليدخل منتخب كوريا الجنوبية تاريخ كرة القدم من أوسع أبوابه.

المواضيع ذات الصلة

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X